المنشطات الرياضية وخطرها على الانسان

مقدمة:

 بدايةً ظَهَر مُصطلح منشطات لأول مرة في عام 1968 و من ذلك الوقت بدأت الإتحادات و المنظمات الدولية بِسَنْ قوانين و أنظِمة

 لمواجهتها. 

*


تُعَرَّف المنشطات الرياضية بأنها مواد يتم تعاطيها لتحسين الأداء الرياضي مثل تضخيم العضلات ، و قوتها ، و زيادة قدرتها على

  التَّحَمُّل . و تُعتبر مواد غير قانونية ، إذ عادةً يُعَاقَب مَتَعَاطُوها بالإستبعاد من البطولات الرياضية. في الآونة الأخيرة نُلاحظ إنتشارها

 وسط الشباب فكما نعلم أن الجميع يلهث وراء الحصول على جسم مثالي جذّاب.

 يوجد ثلاثة أنواع رئيسية للمنشطات هي:-

 1- المُسَكِّنات: و أبرزها المورفين و الميثانود و الهينوبيثيدين. 

2- المنشطات البنائية: و التي تُساعِد على بناء العضلات بشكل أسرع و تعمل عمل هرمون التستوستيرون. 

3- المُنبهات: و هي الأكثر إستخداماً.

* المنشطات الرياضية بصفة عامة هي هرمونات و مواد تنتج في الجسم طبيعياً و تقوم بتحفيز بناء

 أنسجته و تطويرها ، و لكن يقوم متعاطوها بتزويد أجسامهم بها من مصدر خارجي عبر الحَقْن مثلاً ، و بتركيز مُرتفع جداً . و هي

 تشمِل  التستوستيرون و الأندروستينيدون و الغونداتروبين و الإرثروبيوتين و الكرياتين و مشروبات الطاقة. نَجِد أن  الكثيرين يقومون

 بتناول المنشطات و هم يجهلون الأضرار  التي تُخَلِّفها في أجسامهم. كما نعلم أنه في كل مرة يقوم فيها أحد الرياضيين برفع الأثقال

 يحدُث تمزق للعضلات و لكن الجسم يقوم بتكوين خيوط بروتين جديدة لإصلاح و تعويض تلك الألياف العضلية التالِفة . مع مرور

 الوقت يزداد عدد و سُمْك هذه الخيوط في نسبة و تناسب بحيثُ إذا كان تركيب البروتين أعلى من نسبة تكَسُّرِهِ فإن العضلات ستكبُر و

 العكس صحيح ، يقوم هرمون التستوستيرون بتنظيم درجة النمو عن طريق زيادة تركيب البروتين و هذا يُفَسِّر  زيادة العضلات في

 الرجال عن النساء و ذلك بسبب زيادة نسبة هذا الهرمون لَدَا الذكور مقارنةً بالإناث. و الآن سنتطرق إلى المنشطات البنائية و هي مواد

 دوائية تُحاكي عمل التستوستيرون في الجسم . من المُتبع تقسيم تأثيرات المنشطات البنائية إلى نوعين : 1-التأثير البنائي الذي يساعد

 على تضخيم كُتلة العضلات. 2-التأثير الأندروجيني الذي يؤدي إلى تَطَوُّر و بلوغ صفات جنسية ذكورية. سنأخذ الستيرويد البنائي

 كمثال لهذه المنشطات فهو يُعتَبر نوعاً من المنشاطات البنائية و هو مركب مُكَوّن من أربع حلقات من الكربون و غير ذلك من المكونات

 الكيميائية التي يُمكن إستخدامها كعلاج بالإضافة  إلى كَوْن تلك المواد لها أيضاً القدرة على نفس عمل التستوستيرون الطبيعي في تنظيم

 درجة نمو العضلات و زيادة تركيب البروتينات لذا يستخدمه أكثر من 15% من الرياضيين حول العالم . لنذهب في جولة قصيرة مع

 الستيرويد داخل الجسم ، عندما يتناول الشخص الستيرويد يدخُل الخلايا بسهولة ليرتبط بِمُسْتَقْبِل و من ثم ينتقل إلى النواة لِيلتصق

 بالحمض النووي ثم يعمل على تنشيط مئات من الجينات و تحفيزها على تركيب البروتين و التقليل من تَكَسُّرِهِ و يُمكن للستيرويد

 مضاعة عدد الأنوية داخل الخلايا العضلية كما يُمكنه أيضاً إيقاف تمايز الخلايا الجزعية الدهنية إلى جانب قدرته على المحافظة على

 الألياف العضلية و منعها من التمزق و بالتالي تُصبِح العضلات مِثالية التَحَمُّل ، و بهذا نَجِد أن هذه المنشطات تُساعِد على بِناء

 العضلات و فُقدان الدهون . و لكن لابد من الحذر من  تعاطي الستيرويد لأن هنالك أضرار جَمَّة تندرِج تحت إستخدامه ، صحيح أنه

 يقوم  بتحسين الأداء الرياضي و تكوين المزيد من العضلات كما ذكرنا آنِفاً و لكنه أيضاً يتسبب في العديد من المشاكل منها على سبيل

 المثال لا الحصر : 1- يصبح الشخص عُدواني. 2- تثَدِّي الرجال. 3-تَقَلُّص الخصيتين و بالتالي تقليل إفراز الحيوانات المنوية مما

 يؤدي للعُقم. 4- ظهور حَب الشباب. 5-إضطرابات في الدورة الشهرية عند النساء و خشونة الصوت " إستخدام المنشطات غير مُقتصر

 على الذكور فقط". و بصفة عامة فإن المنشطات تسبب الإدمان وتُظهِر نشاطاً زائفاً و مع كثرة تعاطيها تسبب ضمور العضلات ولا

 يسترد اللاعب قوته و الكثير الكثير من المضار البدنية و النفسية و الجنسية التي أنتَ في غِنى عن إكتسابِها. و الجدير بالذكر مَوْقِف

 الشرع من إستخدام المنشطات الرياضية  حيثُ تؤكد النصوص العامة في الشريعة الإسلامية على حفظ الضروريات الخمس ، و التي

 من ضِمنها حفظ النفس  و بذلك يكون حكم إستعمال المنشطات الرياضية مُحرماً حيث نَجِد أنها تؤدي إلى ضرر مَحْض يؤثر على

 الجسم و العقل ، و الشريعة الإسلامية  تنص على دفع الضرر. و أيضاً تُورث الكذب و الغش ، و يَقْلِب الحقائق ، و يجعل جسم

 الرياضي يظهر نشيطاً وقوياً و هو في الحقيقة غير ذلك ،  و هذا غش وقلب للحقائق. في الختام الحديث عن المنشطات الرياضية بحر

 واسع و قد تطرقنا سالِفاً لجزء مُعتبر منها كبداية و فكرة عامة مع بيان خطورتها لعل إستعراض مضارها يُساعِد على كبح الإقبال عليها

 و الحد من إستخداها و أن تُتبع التمارين الرياضية للحصول على أجسام ترضي كل من يَحْلُمْ بجسم مثالي بطريقة صحية.


Post a Comment

اترك تعليقا؟

Previous Post Next Post